{إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر} الجملة هنا مؤكدة بإن و{أرسلنا} يعني الرب - عز وجل - نفسه ،وجمع الضمير للتعظيم{عليهم} ،أي على عاد{ريحاً صرصراً} ،أي: ذات صرير لقوتها وشدتها ،حتى إن مجرد نفوذها يسمع له صرير ،وإن لم تصطدم بما يقتضي الصرير ،لأنها قوية جداً ،وهي الريح الغربية ،أتت من جهة الغرب لعاد ،فقالوا: هذا عارض ممطرنا .وكانوا قد أجدبوا قبل ذلك سنوات ،فلما أقبلت بسوادها وعظمتها وزمجرتها قالوا: هذا عارض ممطرنا ،ولكن الأمر كان بالعكس ،كانت ريحاً فيها عذاب أليم ،كانت ريحاً عقيمة ليس فيها مطر ،ولا يرجى أن يأتي منها مطر ،{في يوم نحس مستمر} ،أي: في يوم شؤم مستمر بالنسبة لعاد ،وليس كل وقت ،فاليوم الذي أهلكوا فيه ليس هو نفسه نحساً مستمر ،ولكنه بالنسبة لهؤلاء كان يوم نحس مستمراً ،كما قال الله تعالى عن قوم نوح:{أغرقوا فأدخلوا ناراً} هؤلاء أهلكوا بالريح فأدخلوا النار ،فالنحس أي الشؤم كان مستمراً معهم ،فعذاب الآخرة متصل بعذاب الدنيا