{إنا أرسلنا عليهم صيحةً واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} صيح بهم - والعياذ بالله - مع الرجفة ،ففي السماء أصوات ،وفي الأرض رجفان ،أخذتهم الرجفة والصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ،كأنهم لم يغنوا فيها ،كأنهم ما وجدوا{فكانوا كهشيم المحتظر} يعني الحضار يجعله الإنسان لغنمه فالأعرابي في البادية يجعل على الغنم حضار من الشجر اليابس ومن عسب النخل ،وما أشبه ذلك ،لئلا تخرج ،ولئلا تعدو عليها السباع .هذا الحضار مع طول الزمن والشمس والرياح يتفتت حتى يتلاشى ،كان هؤلاء الأقوياء الأشداء المكذبين لرسولهم كانوا كهشيم المحتضر ،أي كالحضار حينما يتلف ،وهذا من آيات الله - عز وجل - وتمام قدرته وسلطانه{إنما أمره إذآ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} فكانوا كهشيم المحتضر