{نعمةً من عندنا} ،أي: أنعمنا على آل لوط نعمة من عند الله - عز وجل - من وجهين:
الوجه الأول: أن الله أنجاهم .
والوجه الثاني: أن الله أهلك عدوهم ،لأن إهلاك العدو من نعمة الله ،فصارت نعمة الله على آل لوط بالنجاة وإهلاك العدو{كذلك نجزي من شكر} أي: مثل هذا الجزاء ،وهو الإنجاء والنعمة{نجزي من شكر} نعمة الله ،وشكر نعمة الله تعالى هي القيام بطاعته ،وليست مجرد قول الإنسان: أشكر الله ،بل لابد من القيام بالطاعة ،ولهذا من قال أشكر الله ،وهو مقيم على معاصيه فإنه ليس بشاكر ،بل هو كافر بالنعمة مستهزئ بالله - عز وجل - ،إذ إن مقتضى النعمة أن يشكر الله ،ولكنه عكس الأمر ،قال الله تعالى:{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار} فكل من شكر الله فإن الله تعالى ينجيه ويهلك عدوه ،