فبين الله عقوبتهم بقوله:{إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا آل لوط نجيناهم بسحر}{حاصباً} أي: شيئاً يحصبهم من السماء ،أمطر الله عليهم حجارة من سجيل ،فهدمت بيوتهم حتى كان عاليها سافلها ،لأن البناء إذا تهدم صار أعلاه أسفله{إلا آل لوط} ،آل لوط هم أهل بيته ،إلا زوجته كما قال تعالى:{فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} وانظر نبي يبعث إلى قومه ولم يتبعه إلا آل بيته إلا امرأته أيضاً فكانت كافرة ومع ذلك فهو صابر حتى أذن له بالخروج{نجيناهم بسحر} أي: في السحر بالصباح ،وذلك أن هؤلاء القوم أخذهم العذاب صباحاً ،كما ابتدأ عذاب عاد بالصباح ،سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ،لأنه ابتدأ بالصباح فأخذهم العذاب - والعياذ بالله - في الصباح ،فأهلكهم الله