قال الله تعالى:{سيهزم الجمع ويولون الدبر} أي: يخذلون شر خذيلة ،ويولون الدبر ،ولا يستطيعون المقاومة ولا المدافعة ولا المهاجمة ،مع أنهم كانوا يقولون نحن جميع منتصر ،ولكن لا انتصار لهم ،وهذا هو الذي وقع ولله الحمد ،وأول ما وقع في غزوة بدر حين اجتمع كبراؤهم ورؤساؤهم وصناديدهم في نحو ما بين تسعمائة إلى ألف رجل ،في مقابل ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً مع النبي صلى الله عليه وسلم فهزموا - والحمد لله - شر هزيمة ،وتحدثت بهم الأخبار ،وألقي أربعة وعشرون نفراً من رؤسائهم في قليب من قلب بدر خبيثة منتنة ،وهذه شر هزيمة لا شك ،ولذا قال:{سيهزم الجمع ويولون الدبر} ،هذه عقوبتهم في الدنيا ،أما في الآخرة:{بل الساعة موعدهم}