{ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} الخطاب لكفار قريش ،وقوله:{أشياعكم فهل من مدكر} أي: أشباهكم من الكفار السابقين ،وقد قص الله - سبحانه وتعالى - في هذه السورة من نبئهم ما فيه عبرة وعظة ،قص علينا ما حصل لقوم نوح ،وما حصل لعاد ،ولثمود ،ولقوم لوط ،ولآل فرعون ،وفي هذا مدكر لمن أراد الادكار ،ولهذا قال:{فهل من مدكر} ،يعني هل من متعظ ومعتبر بما جرى على السابقين أن يجري على اللاحقين ،لأن الله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين عباده محاباة أو نسب ،بل أكرمهم عند الله أتقاهم له من أي جنس كان ،وفي أي مكان كان ،وفي أي زمان كان ،كما قال الله - تبارك وتعالى -:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ثم قال الله - عز وجل –{كأنهم أعجاز نخل منقعر} .