وفي الآية اللاحقة يخاطب الكفّار والمجرمين مرّة أخرى ،ويلفت انتباههم إلى مصير الأقوام السابقة حيث يقول: ( ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر ) .
«أشياع » جمع ( شيعة ) وتطلق على الأتباع الذين ينشرون ويشيعون ما يرتبط بالشخص المتّبع في كلّ الحالات ويسندونه ويناصرونه ،وإذا استعملت بمعنى ( تابع ) فإنّها تكون بنفس القصد .
ومن الطبيعي فإنّ الأقوام السابقة لم يكونوا أتباعاً وشيعة لمشركي مكّة وأمثالهم ،بل العكس هو الصحيح ،ولكن بما أنّ المؤيّدين لشخص ما يشبّهونه في سلوكه ،لذا فإنّ هذا المصطلح يطلق على الشبيه والمماثل أيضاً .
ويجدر بنا القول بأنّ هذه الطائفة من مشركي مكّة كانوا يستعينون ويستفيدون من الخطّ الفكري الذي كانت الأقوام السابقة عليه ،ولهذا السبب فإنّ كلمة ( أشياع ) أطلقت على الأقوام السابقة .
وعلى كلّ حال ،فإنّ الآية الكريمة تؤكّد هذه الحقيقة مرّة أخرى ،وهي أنّ أعمال مشركي قريش وممارساتهم هي نفس أعمال وممارسات وعقائد الأقوام السابقة ،لذا فلا يوجد دليل على أنّ مصيركم سوف يكون أفضل من مصيرهم ،فاتّعظوا وعوا .
/خ55