{رب المشرقين ورب المغربين} يعني هو رب ،فهي خبر مبتدأ محذوف ،والتقدير: هو رب المشرقين ورب المغربين ،يعني أنه مالكهما ومدبرهما ،فما من شيء يشرق إلا بإذن الله ،ولا يغرب إلا بإذن الله وما من شيء يحوزه المشرق والمغرب إلا لله - عز وجل - وثنى المشرق هنا باعتبار مشرق الشتاء ومشرق الصيف ،فالشمس في الشتاء تشرق من أقصى الجنوب ،وفي الصيف بالعكس ،والقمر في الشهر الواحد يشرق من أقصى الجنوب ومن أقصى الشمال ،وفي آية أخرى قال الله تعالى:{فلا أقسم برب المشارق والمغارب} فجمعها ،وفي آية ثالثة{رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً} فما الجمع بينها ؟نقول: أما التثنية فباعتبار مشرقي الشتاء والصيف ، أما جمع المغارب والمشارق فباعتبار مشرق كل يوم ومغربه ،لأن الشمس كل يوم تشرق من غير المكان الذي أشرقت منه بالأمس ،فالشمس يتغير شروقها وغروبها كل يوم ،ولاسيما عند تساوي الليل والنهار ،فتجد الفرق دقيقة ،أو دقيقة ونصفاً بين غروبها بالأمس واليوم ،وكذلك الغروب ،أو باعتبار الشارقات والغاربات ،لأنها تشمل الشمس والقمر والنجوم ،وهذه لا يحصيها إلا الله - عز وجل - ،أما قوله:{رب المشرق والمغرب} فباعتبار الناحية ،لأن النواحي أربع: مشرق ،ومغرب ،وشمال ،وجنوب .