يقول الله - عز وجل -:{بينهما برزخ} وهو اليابس من الأرض{لا يبغيان} أي: لا يبغي أحدهما على الآخر ،ولو شاء الله تعالى لسلط البحار ولفاضت على الأرض وأغرقت الأرض ،لأن البحر عندما تقف على الساحل لا تجد جداراً يمنع انسيابه إلى اليابس مع أن الأرض كروية ،ومع ذلك لا يسيح البحر لا هاهنا ،ولا هاهنا بقدرة الله عز وجل ،ولو شاء الله - سبحانه وتعالى - لساحت مياه البحر على اليابس من الأرض ودمرتها ،إذن البرزخ الذي بينهما هو اليابس من الأرض هذا قول علماء الجغرافيا ،وقال بعض أهل العلم: بل البرزخ أمر معنوي يحول بين المالح والعذب أن يختلط بعضهما ببعض ،وقالوا: إنه يوجد الآن في عمق البحار عيون عذبة تنبع من الأرض ،حتى إن الغواصين يغوصون إليها ويشربون منها كأعذب ماء ،ومع ذلك لا تفسدها مياه البحار ،فإذا ثبت ذلك فلا مانع من أن نقول بقول علماء الجغرافيا وقول علماء التفسير ،والله على كل شيء قدير