لكن الله حال بينهما ببرزخ فلا يلتقيان وهو قوله سبحانه:{بينهما برزخ لا يبغيان}. والبرزخ معناه الحاجز .أي بين البحر والنهر حاجز أو مانع فلا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة فكل واحد منهما لا يجاوز حده ،وذلك بما خلق الله من أسباب تحول دون تلاقي البحر والنهر أو تمازجهما معا .
ومن جملة الأسباب طبيعة الأرض في شكلها الكروي ليكون كل جزء من أجزاء الأرض في معزل عن الآخر .وكذلك الجاذبية المطردة المتبادلة بين الأرض والقمر ليستديم التجادب والانشداد المتوازن بين القمر ،وأجزاء الأرض فلا يمتزج واحد من أجزائها بغيره .وبذلك يستقر كل واحد من الخلقين في مكانه المعلوم فلا يلتقيان ولا يبغيان ،