{ بينهما برزخ} أي حاجز من قدرة الله تعالى وبديع صنعه{ لا يبغيان} أي لا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة ،وإبطال الخاصية .
قال الشهاب:يعني أنهما إذا دخل أحدهما في الآخر ،قد يجري في فراسخ ،ولا يتلاشى ويضمحل ،حتى يغير أحدهما طعم الآخر ولونه ،كما نشاهده .
وقيل:المراد بحري فارس والروم ،فإنهما يلتقيان في البحر المحيط ،وبينهما برزخ من الأرض ،لا يتجاوزان حديهما بإغراق ما بينهما – وهو مروي عن قتادة والحسن – قال الشهاب:لكنه أورد عليه أنه لا يوافق قوله تعالى:{ مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ...} الآية{[6885]} .والقرآن يفسر بعضه بعضا .
واختار ابن جرير{[6886]} ما روي عن ابن عباس وغيره ؛ أنه عنى به بحر السماء وبحر الأرض .وذلك أن الله قال:{[6887]}{ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطر ماء السماء .فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء . انتهى .
/وفيه ما في الذي قبله من عدم موافقته لتلك الآية .والأصل في الآي التشابه .زاد ابن كثير:أن ما بين السماء والأرض لا يسمى برزخا ،وحجرا محجورا .فالأولى هو الأول .