{ ويل لكل همزة لمزة} أي لكل من يطعن في أعراض الناس ويغتابهم ،أصله من الهمز بمعنى الكسر ،ومن اللمز بمعنى الطعن الحقيقيين ،ثم استعيرا لذلك ،ثم صارا حقيقة عرفية فيه ،قال زياد الأعجم:{[1]}
تدلي بود إذا لاقيتني كذبا*** وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة
وبناء ( فعلة ) يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ؛ لأنه من صيغ المبالغة ،والآية عني بها من كان مع المشركين بمكة همازا لمازا ،كما في قوله{[2]}{ إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون ....} الآيات وقوله:{[3]}{ هماز مشاء بنميم} الآيات ،فالسبب وإن يكن خاصا إلا أن الوعيد عام يتناول كل من باشر ذلك القبيح ،وسر وروده عاما ليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه ،فإن ذلك أزجر له ،وأنكى فيه .