بسم الله الرحمن الرحيم
[ 1]{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1} .
{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ،سبحانه وتعالى عما يشركون} تقرر في غير ما آية ،أن المشركين كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو إهلاكهم .كما فعل يوم بدر ،استهزاء وتكذيبا بالوعد .فقيل لهم{ أتى أمر الله} أي ما توعدونه مما ذكر .والتعبير عنه ب{ أمر الله} للتفخيم والتهويل .وللإيذان بأن تحققه في نفسه وإتيانه منوط بحكمه النافذ وقضائه الغالب .وإتيانه عبارة عن دنوه واقترابه ،على طريقة نظم المتوقع في سلك الواقع .أو عن إتيان مباديه القريبة ،على نهج إسناد حال الأسباب إلى المسببات .
والآية كقوله تعالى{[5215]}:{ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} وقوله{[5216]}:{ اقتربت الساعة وانشق القمر} وقوله{[5217]}:{ ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب .وليأتينّهم بغتة وهم لا يشعرون} ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره ،وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد ،الذي أفضى بهم إلى الاستهزاء والعناد ،واعتقاداتها شفعاؤهم إذا جاء الميعاد .