{ إنا أنزلناه في ليلة القدر} أي أنزلنا القرآن على قلب خاتم النبيئين ،بمعنى ابتدأنا إنتزاله في ليلة القدر ،وقد وصفت بالمباركة في قوله تعالى{[7521]}{ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} وكانت في رمضان لقوله تعالى{[7522]}{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}
قال الإمام:سميت ليلة القدر إما بمعنى ليلة التقدير ؛ لأن الله تعالى ابتدأ فيها تقدير دينه وتحديد الخطة لنبيه في دعوة الناس إلى ما ينقذهم مما كانوا فيه ،أو بمعنى العظمة والشرف من قولهم:( فلان له قدر ) ،أي له شرف وعظمة ؛ لأن الله قد أعلى فيها منزلة نبيه وشرفه وعظمه بالرسالة ،وقد جاء بما فيه الإشارة ؛ بل التصريح بأنها ليلة جليلة بجلالة ما وقع فيها من إنزال القرآن ،فقال:{ وما أدراك ما ليلة القدر} .