{ سبح لله ما في السموات والأرض} أي أظهر كل موجود تنزيهه عن الشريك والولد وكل ما لا يليق به ،وآذان بانفراده في ألوهيته وتدبيره وعلمه وقدرته ،فإن من شاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على حال من الترتيب والإحكام وربط الأسباب بالمسببات واستحالة بعض الموجودات إلى بعض لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غاياته فبالضرورة يقضي بأن هذا الترتيب المحكم هو أثر خالق واحد مدبر لنظامه مريد لسيره في سنته كما بسطناه في ( دلائل التوحيد ){ وهو العزيز} أي القوي الذي يقهر كل ما في السموات والأرض{ الحكيم} أي الذي رتب نظام كل موجود على ترتيب حكمي .