{ لم يكن الذين كفروا} أي جحدوا نبوة النبي صلوات الله عليه بعنادهم بعد ما تبينوا الحق منها{ من أهل الكتاب} أي اليهود والنصارى الذين عرفوه وسمعوا أدلته وشاهدوا آياته ،لم يكونوا هم{ والمشركين} أي وثنيي العرب{ منفكين} أي عن غفلتهم وجهلهم بالحق ،ووقوفهم عندما قلدوا فيه أباءهم ،لا يعرفون من الحق شيئا{ حتى تأتيهم البينة} أي الحجة القاطعة المثبتة للمدعي ،وهي هنا النبي صلى الله عليه وسلم ،فمجيئه هو الذي أحدث هذه الرجة فيما رسخ من عقائدهم ،وتمكن من عوائدهم ،حتى أخذوا يحتجون لعنادهم ومناكرتهم بأنه كان شيئا معروفا لهم ،يصلون إليه بما كان لديهم ،ولكنه ليس بمستحق أن يتبع ،فإن ما هم فيه من أجمل وأبدع ،ومتابعة الآباء فيه أشهى إلى النفوس وأمته تلك البينة التي تعرفهم وجه الحق هي{ رسول من الله} .