{ الذي جمع مالا وعدده} أي أحصى عدده ولم ينفقه في وجوه البر .
قال الإمام:أي أن الذي يحمله على الحط من أقدار الناس هو جمعه المال وتعديده ،أي عده مرة بعد أخرى شغفا وتلذذا بإحصائه ؛ لأنه لا يرى عزا ولا شرفا ولا مجدا في سواه .
فكلما نظر إلى كثرة ما عنده منه انتفخ وظن أنه من رفعة المكانة بحيث يكون كل ذي فضل ومزية دونه ،فهو يهزأ به ويهمزه ويلمزه ،ثم لا يخشى أن يصيبه عقوبة على الهمز واللمز وتمزيق العرض ؛ لأن غروره بالمال أنساه الموت ،وصرف عنه ذكر المآل ،فهو{ يحسب أن ماله أخلده} .