{تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} ختم الله تبارك وتعالى هذه السورة بهذه الجملة العظيمة ،أي ما أعظم بركة الله - عز وجل - وما أعظم البركة باسمه ،حتى إن اسم الله يحلل الذبيحة أو يحرمها ،لو ذبح الإنسان ذبيحة ولم يقل باسم الله تكون ميتة حراماً نجسة مضرة على البدن ،حتى لو ذبح ونسي أن يقول: بسم الله .فهي حرام نجسة تفسد البدن ،فيجب أن يسحبها للكلاب ،لأنها نجسة ،قال الله تعالى:{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} فانظر البركة ،والإنسان إذا توضأ ولم يسم فوضوؤه عند بعض العلماء فاسد لابد من الإعادة ،لأن البسملة واجبة عند بعض أهل العلم ،والإنسان إذا رأى الصيد الزاحف ،أو الطائر فيرميه ولم يسمِ يكون هذا الصيد حراماً ميتة نجساً مضراً على البدن ،فانظر البركة ،والإنسان إذا أتى أهله يعني جامع زوجته وقال: «بسم الله ،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا » كان هذا حماية لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع ،حماية له من الشيطان ،قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: «بسم الله ،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا .فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً» والإنسان يسعى يميناً وشمالاً لحماية ولده ويخسر الدراهم الكثيرة ،وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يسير من ناحية العمل ،وسهل ،وكل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل ،{ذي الجلال والإكرام} أي: ذي العظمة والإكرام ،{ذي الجلال والإكرام}: بمعنى صاحب ،وهي صفة لرب ،لا ل( اسم ) ولو كانت صفة ل( اسم ) لكانت ذو ،والإكرام يعني هو يُكرِم وهو يُكرَم ،فهو يكرم ويحترم ويعظم - عز وجل - وهو أيضاً يكرم ،قال الله تعالى في أصحاب الجنة{أولئك في جنات مكرمون} فهو ذو الجلال والإكرام يكرم من يستحق الإكرام ،وهو يكرمه - عز وجل - عباده الصالحون جعلنا الله منهم بمنه وكرمه .