{لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون} أي: جعلناه مالحاً ،كريه الطعم لا يمكن أن يشرب ،وهنا يقول:{لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون} ولم يقل: لو نشاء لغورناه ،أو منعنا إنزاله ؛لأن كونهم ينظرون إلى الماء رأي العين ولكن لا يمكنهم شربه ،أشد حسرة مما لو لم يكن موجوداً ،والله - عز وجل - يريد أن يتحداهم بما هو أعظم شيء في حسرة نفوسهم{فلولا تشكرون} أي فهلا تشكرون الله - عز وجل - على إنزاله من المزن ،وعلى كونه سائغاً عذباً لذيذ الطعم سريع الهضم ،