وأخيراًولإكمال البحث في الآية اللاحقةيقول سبحانه: ( لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ){[5029]} .
نعم ،لو أراد الله تعالى ،للأملاح المذابة في مياه البحار أن تتبخّر مع ذرّات الماء ،وتصعد إلى السماء معها وتشكّل غيوماً مالحة ومرّة ،وتنزل قطرات المطر مالحة مرّة أيضاً كمياه البحر ،فهل هنالك من قوّة تمنعه ؟ولكنّه بقدرته الكاملة لم يسمح للأملاح بذلك ،ولا للمكروباتأيضاًأن تصعد إلى السماء مع بخار الماء ،ولهذا فإنّ قطرات المطر عندما يكون الجوّ غير ملوّث تعتبر أنقى وأطهر وأعذب المياه .
«أجاج »: من مادّة ( أجّ ) على وزن ( حجّ ) وقد أخذت في الأصل من «أجيج النار » يعني اشتعالها واحتراقها ،ويقال «أجاج » للمياه التي تحرق الفمّ عند شربها لشدّة ملوحتها ومرارتها وحرارتها .
نختتم حديثنا هذا بحديث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث ذكر الرواة أنّ النّبي كان إذا شرب الماء قال: «الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته ،ولم يجعله ملحاً أجاجا بذنوبنا »{[5030]} .
/خ74