{إلا حميماً وغساقاً} الاستثناء هنا منقطع عند النحويين لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه ،والمعنى ليس لهم إلا هذا الحميم وهو الماء الحار المنتهي في الحرارة .{يغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه} [ الكهف: 29] .{وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم} .[ محمد: 15] .{وغساقاً} قال المفسرون: إن الغساق هو شراب منتن الرائحة شديد البرودة ،فيجمع لهموالعياذ باللهبين الماء الحار الشديد الحرارة ،والماء البارد الشديد البرودة ليذوقوا العذاب من الناحيتين: من ناحية الحرارة ،ومن ناحية البرودة ،بل إن بعض أهل التفسير قالوا: إن المراد بالغساق صديد أهل النار ،وما يخرج من أجوافهم من النتن والعرق وغير ذلك .وعلى كل حال فالاية الكريمة تدل على أنهم لا يذوقون إلا هذا الشراب الذي يقطع أمعاءهم من حرارته ،ويفطّر أكبادهم من برودته ،نسأل الله العافية .وإذا اجتمعت هذه الأنواع من العذاب كان ذلك زيادة في مضاعفة العذاب عليهم .