به . ولهذا قال:( إلا حميما وغساقا ) قال أبو العالية:استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق . وكذا قال الربيع بن أنس . فأما الحميم:فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموه . والغساق:هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم ، فهو بارد لا يستطاع من برده ، ولا يواجه من نتنه . وقد قدمنا الكلام على الغساق في سورة "ص "بما أغنى عن إعادته ، أجارنا الله من ذلك ، بمنه وكرمه .
قال ابن جرير:وقيل:المراد بقوله:( لا يذوقون فيها بردا ) يعني:النوم ، كما قال الكندي:
بردت مراشفها علي فصدني عنها وعن قبلاتها ، البرد
يعني بالبرد:النعاس والنوم هكذا ذكره ولم يعزه إلى أحد . وقد رواه ابن أبي حاتم ، من طريق السدي ، عن مرة الطيب . ونقله عن مجاهد أيضا . وحكاه البغوي عن أبي عبيدة ، والكسائي أيضا .