{فعال لما يريد} كل ما يريده فإنه يفعله عز وجل ؛لأنه تام السلطان لا أحد يمانعه ،لا معقب لحكمه ،ولا راد لقضائه{وإذا أراد الله بقومٍ سوءًا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال} [ الرعد: 11] .فكل ما يريده فإنه يفعله ،لكن ملوك الدنيا وإن عظمت ملكيتهم لا يفعلون كل ما يريدون ،ما أكثر ما يريدون ثم يوجد مانع يمنع ،أما الرب فهو ذو السلطان الأعظم الذي لا يرد ما أراده شيء{فعال لما يريد} وفي هذا دليل على أن جميع ما وقع في الكون فإنه بإرادة الله عز وجل ؛لأن الله هو الذي خلقه فيكون واقعاً بإرادته ،ولكن الله لا يريد شيئاً إلا لحكمة ،فكل ما يقع من أفعال الله فإنه لحكمة عظيمة قد نعلمها وقد لا نعلمها .