{ولسوف يعطيك ربك فترضى}{ولسوف} اللام هذه أيضاً للتوكيد وهي موطئة للقسم ،و{سوف} تدل على تحقق الشيء لكن بعد مهلة وزمن{يعطيك ربك} أي يعطيك ما يرضيك فترضى ،ولقد أعطاه الله ما يرضيه صلى الله عليه وسلّم ،فإن الله تعالى يبعثه يوم القيامة مقاماً محموداً ،يحمده فيه الأولون والاخرون ،حتى الأنبياء وأولو العزم من الرسل لا يستطيعون الوصول إلى ما وصل إليه .فإذا كان يوم القيامة ،وعظم الكرب والغم على الخلق ،وضاقت عليهم الأمور طلب بعضهم من بعض أن يلتمسوا من يشفع لهم إلى الله عز وجل فيأتون إلى آدم ،ثم نوح ،ثم إبراهيم ،ثم موسى ،ثم عيسى ،هؤلاء خمسة أولهم أبو البشر ،ونوح ،وإبراهيم ،وموسى ،وعيسى ،وهؤلاء الأربعة عليهم الصلاة والسلام من أولي العزم ،كلهم يعتذرون عن الشفاعة للخلق حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فيقوم ويشفع ،ولا شك أن هذا عطاء عظيم لم ينله أحد من الخلق ،