{ ولسوف يعطيك ربك فترضى} أي يعطيك من فواضل نعمه في العقبى حتى ترضى وهذا عدة كريمة شاملة لما أعطاه الله تعالى في الدنيا من كمال النفس وعلوم الأولين والآخرين وظهور الأمر وإعلاء الدين بالفتوح الواقعة في عصره عليه الصلاة والسلام وفي أيام خلفائه الراشدين وغيرهم من ملوك الإسلام وفشو دعوته في مشارق الأرض ومغاربها ولما ادخر له من الكرامات التي لا يعلمها إلا الله تعالى وبالجملة فهذه الآية جامعة لوجوه الكرامة وأنواع السعادة وشتات الإنعام في الدارين حيث أكمله ووكله إلى رضاه وهذا غاية الإحسان والإكرام .
تنبيه:
قال في ( المواهب اللدنية ):وأما ما يغتر به الجهال من أنه لا يرضى واحدا من أمته في النار ،أو لا يرضى أن يدخل أحد من أمته النار فهو من غرور الشيطان لهم ولعبه بهم فإنه صلوات الله عليه وسلم يرضى بما يرضى به ربه تبارك وتعالى وهو سبحانه وتعالى يدخل النار من يستحقها من الكفار والعصاة ،وقد ولع الحشوية بتقوية أمثال هذه الآثار المفتراة تغريرا للجهال وتزيينا لموارد الضلال ولا حول ولا قوة إلا بالله