وقوله:{إن إلى ربك الرجعى} ربما نقول إنه أعم من الوعيد والتهديد ،يعني أنه يشمل الوعيد والتهديد ،ويشمل ما هو أعم ،فيكون المعنى أن إلى الله المرجع في كل شيء في الأمور الشرعية التحاكم إلى الكتاب والسنة{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [ النساء: 59] ،والأمور الكونية المرجع فيها إلى الله{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} [ الأنفال: 9] .فلا رجوع للعبد إلا إلى الله .كل الأمور ترجع إلى الله عز وجل ،يفعل ما يشاء ،حتى ما يحصل بين الناس من الحروب والفتن والشرور فإن الله هو الذي قدرها ،لكنه قدرها لحكمة كما قال الله تعالى:{ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} [ البقرة: 253] .إذن{إن إلى ربك الرجعى} يكون فيها تهديد لهذا الإنسان الذي طغى حين رأى نفسه مستغنياً عن ربه ،وفيها أيضاً ما هو أشمل وأعم وهو أن المرجع إلى الله تعالى في كل الأمور .