الناس خاضعون لربِّ العالمين
{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} فهذه هي الحقيقة الإيمانية التي تفرض نفسها على كل مخلوقٍ حيٍّ مسؤولٍ ،فالناس في الدنيا خاضعون في ضعفهم وقوتهم لتقدير الله وتدبيره وإرادته ،فلا يملكون شيئاً لأنفسهم من نفعٍ أو ضررٍ ،ولا استقلال لهم في شيءٍ من ذلك ،ولا استغناء لهم عنه ،بل هو السرُّ في وجودهم بكل دقائقه ،لأنه الخالق لهم ،والمدبّر لأمورهم ،ولن تنتهي حاجتهم إليه بالموت ؛لأن الله سيبعثهم من جديد ،وسيواجهون الموقف أمامه ليقدِّموا حساب أعمالهم ،وليسألهم عن طغيانهم النفسي والعملي في ما أولاهم من النعم التي كان من المفروض أن يفهموا عمق الحاجة إليه من خلالها ،بدلاً من أن يخيّل إليهم غناهم عنه واستقلالهم بأنفسهم ،فلا يجدون لذلك جواباً ،وستقوم الحجة عليهم من الله ليواجهوا الموقف الصعب الذي يؤدي بهم إلى النار ،إذا لم يغفر لهم ذلك .