{إنك ميت وإنهم ميتون}: وجه الخطاب في الآية الأولى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقررة أنه سوف يموت وأنهم سوف يموتون والراجح أن ضمير ( إنهم ) عائد إلى المشركين .
ووجه الخطاب في الآية الثانية للجميع بأسلوب الجمع المخاطب أي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين معا على ما هو المتبادر ،مقررة أنهم سيقفون يوم القيامة أمام الله موقف الخصومة والتقاضي .
ولم نطلع على رواية في سبب نزول الآيات .ويتبادر لنا أنها ليست منقطعة عن السياق السابق وأنها في سلسلة الجدل والمناظرة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين .
ولقد ورد في سورة الطور هذه الآيات:{أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ( 30 ) قل تربصوا فإني معكم من المتربصين( 31 )} التي تفيد أن المشركين الكفار كانوا يقولون إن محمداً لن يلبث أن يموت فتنتهي حركته .ولقد ورد في سورة الأنبياء هذه الآية:{وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون( 34 )} التي تفيد ذلك أيضا ؛حيث ينطوي في هذا صورة من صور السيرة النبوية والتشاد الناشب بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين .
والظاهر أنهم قالوا هذا أيضا في ظروف نزول السورة فاحتوت الآية الأولى ترديدا لقولهم واحتوت الثانية استدراكا وإنذارا بأن أمر الفريقين لن ينتهي بالموت حيث يرجعان إلى الله جميعا فيقضي بينهما بالحق .