لمّا جرى الكلام من أول السورة في مهيع إبطال الشرك وإثبات الوحدانية للإله ،وتوضيح الاختلاف بين حال المشركين وحال الموحّدين المؤمنين بما ينبىء بتفضيل حال المؤمنين ،وفي مهيع إقامة الحجة على بطلان الشرك وعلى أحقيّة الإِيمان ،وإرشاد المشركين إلى التبصر في هذا القرآن ،وتخلل في ذلك ما يقتضي أنهم غير مقلعين عن باطلهم ،وختم بتسجيل جهلهم وعدم علمهم ،خُتم هذا الغرض بإحالتهم على حكم الله بينهم وبين المؤمنين يوم القيامة حين لا يستطيعون إنكاراً ،وحين يلتفتون فلا يَرون إلا ناراً .
وقدم لذلك تذكيرهم بأن الناس كلهم صائرون إلى الموت فإن الموت آخر ما يذكر به السادر في غلوائه إذا كان قد اغتر بعظمة الحياة ولم يتفكر في اختيار طريق السلامة والنجاة ،وهذا من انتهاز القرآن فرص الإِرشاد والموعظة .