ضلوا عنا: هنا بمعنى غابوا عنا .
كذلك يضل الله الكافرين: بمعنى لا يسعدهم ولا يوفقهم .
/ت69
تعليق على جملة
{كذلك يضل الله الكافرين ( 74 )}
وهذه الجملة جاءت بمثابة تعقيب أو تعليق على اعتراف المشركين كما هو واضح ،وقد تضمنت تقرير كون الذين يضلهم الله ولا يوفقهم ولا يسعدهم هم الكافرون أي الذين بيتوا أو تعمدوا الكفر والجحود والمكابرة وهي من نوع:{ويضل الله الظالمين} في آية سورة إبراهيم [ 27]{وما يضل به إلا الفاسقين} في آية سورة البقرة [ 26] ويصح أن تكون محكمة يزول بها الإشكال في ما يرد من الآيات المطلقة .
ولما كان معظم الكافرين من العرب الذين كانت هذه الآية وأمثالها تشير إليهم ،وتندد بهم وتذكر مصائرهم السيئة في الآخرة قد أسلموا فيصح أن يقال: إنها من جهة تسجيل لواقع أمرهم حين نزول القرآن من جهة ،وأن فحواها إنما يبقى قائما بالنسبة للذين يظلون على كفرهم وظلمهم حتى الممات .