{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} ليأتوا إليكم ولينصروكم من الله إن كانوا في مواقع الآلهة ،كما كنتم تزعمون ؟فمن الطبيعي أن تنصر الآلهة عبَّادها ،إذا كانت تملك قوّةً مستقلّةً ،أو تشفع لها إذا كانت تملك موقعاً مميزاً يسمح لها بالشفاعة عند الله .
{قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} فقد ضاعت آثارهم ،فلا نراهم أمامنا ،{بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً} فقد تبخّروا وتحوّلوا إلى لا شيء ،لقد كانوا أوهاماً تسيطر على أفكارنا ،لا حقيقةً متجذرة في عقولنا ،فليس لهم الآن أيّ وجودٍ في الواقع .
{كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} في ما ينتهي إليه أمرهم الذي اختاروه ،مما يفرض ضلالهم ،نتيجة العلاقة التكوينية بين الأسباب والمسبّبات ،وعلاقة المواقف بالنتائج ،فإن الابتعاد عن حركة العقل في العقيدة ،والاستسلام للجهل ،يفرضان ضياع الموقف وخطّ السير .