{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ( 7 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ( 8 ) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ( 9 ) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ( 10 ) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ( 11 ) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ( 12 )} .
عبارة الآيات واضحة وقد تضمنت ما يلي:
( 1 ) وعدا من الله للمسلمين بالنصر والتثبيت إذا نصروه أي نصروا دينه ،وإيذانا بأن الله يكون مولاهم ويدخلهم الجنة .
( 2 ) وتنديدا بالكفار لكرههم لما أنزل الله وجحودهم فضله .وإيذانا بأنه قد أحبط بسبب ذلك مكائدهم وجعل الضلال والخسران حليفي أعمالهم .وإنذارا لهم بتدمير الله كما دمر الذين من قبلهم ممن رأوا آثارهم في أثناء طوافهم في الأرض ،ثم بالنار التي تكون مصيرهم في الآخرة .وتمثيلا لهم بالأنعام ؛حيث كان تمتعهم في الدنيا لا يعدو تمتع الأنعام التي لا تشعر بمتعة والتي ليس لها من هم إلا إملاء بطونها وإشباع غرائزها .
ولم نطلع على رواية خاصة في نزول الآيات .والمتبادر أنها جاءت معقبة على الآيات السابقة لتنوه بالمؤمنين وتندد بالكافرين موضع الكلام فيها .وأسلوبها قوي في حض المؤمنين وتثبيتهم وتبشيرهم وفي تقريع الكافرين وإنذارهم .وهو مما استهدفته الآيات بالنسبة لظروف نزولها كما هو المتبادر ،وهذا فضلا عما انطوى فيها من تلقين جليل مستمر المدى بالنسبة للمؤمنين والكافرين على السواء .وننبه هنا إلى ما نبهنا عليه مرارا من أن احتوته الآيات من دعاء على الكفار بالتعس ،وبإضلال أعمالهم ،وبأنه لا مولى لهم وأن النار مثواهم إنما هو تسجيل لواقع الأمر حين نزولها ،وإنه إنما يظل واردا في حق من يموت كافرا وحسب .وقد جاء المعنى صريحا في آية من آيات هذه السورة على ما يأتي بعد قليل .