( 2 ) نحن جميع: بمعنى نحن جمع عظيم والقصد من الجملة الاعتداد بالكثرة .
/م43
وفي الآية [ 44] إشارة إلى اعتداد الكفار بقوتهم وكثرتهم .وقد ساجلتهم الآية [ 45] بالتعبير فأنذرتهم بهزيمة جموعهم وتوليتها الأدبار .ثم آذنتهم الآيات التالية بأن أمر الله واقع كلمح البصر حالما تقترن مشيئته بشيء .وذكرتهم بما كان من إهلاله لأمثالهم ،وأعلنتهم بأن كل شيء فعلوه محصى مسطور عليهم وتوعدتهم بيوم القيامة كموعد أدهى وأمرّ من غيره ،حيث يسحبون على وجوههم في النار ويتيقنون من أنهم كانوا في ضلال وجنون ،ثم انتهت جريا على النظم القرآني إلى تطمين المتقين بالمقابلة بما أعده الله لهم عنده من جنات ورضوان .
ويلحظ أن نعت الكفار بالمجرمين قد تكرر في الآيات ومن المحتمل أنه قصد بذلك الزعماء خاصة الذين لم يكتفوا بالكفر والتكذيب بل ارتكبوا إلى جانبهما جريمة اضطهاد المسلمين وفتنتهم مع جريمة الصدر والتآمر والتعطيل .