وبين سبحانه جزاء الغاوين فقال:
وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( 43 ) لها سبعة أبوب لكل باب منهم جزء مقسوم ( 44 )
أقسم إبليس اللعين{ لأزينهن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} ، وقرر الله تعالى العلي أنه لا يتبعه إلا الضالون ، بعد ذلك أن جهنم موعدهم أجمعين ، كأنهم اتفقوا جميعا على مكان يلتقون فيه تحقيقا لوعد وعدوه بمبادلة التزيين والإغواء ؛ ولذا قال تعالى مصورا ذلك اللقاء فقال تعالى:{ وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( 43 )} ، وفي ذلك من التهكم بهم ، وكأنهم في أخذهم بأسباب استحقاقهم لجهنم ودخلهم فيها ، وكانوا قد اتفقوا على موعد يلتقون فيه جميعا ، وهم جهنم نار الله الموقدة .
وقد أكد سبحانه دخولهم جهنم ب ( إن ) المؤكدة والجملة الاسمية ، و ( اللام ) في قوله تعالى:{ لموعدهم أجمعين} ، وبالتأكيد اللفظي في قوله تعالى:{ أجمعين} .
وقد قلنا:إنه يفهم من القول وإشاراته البيانية أن عدد العصاة أكثر ، وعدد الأبرار أقل ؛ لأن الأبرار هم صفوة الإنسانية ، والصفوة من كل شيء أقله وليس أكثره .