{ جنات عدن} أي إقامة ، وهي إقامة مريحة{ فيها سرر مرفوعة 13 وأكواب موضوعة 14 ونمارق مصفوفة 15 وزرابي مبثوثة 16} ( الغاشية ) ، وفي ذلك تبكيت لفرعون بأنهم ينالون بعملهم الصالح خبرا بما فيه ، وإذا كان يقول معتزا بغير الله تعالى:{. . .أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي . . .51} ( الزخرف ) ، فأولئك البررة الأتقياء تجري من تحتهم الأنهار في جنات عدن ، وإن هذه الجنات يخلدون فيها ويستمرون ، وفيها النعم غير مقطوعة ولا ممنوعة{ وذلك جزاء من تزكى} ، الإشارة إلى هذا النعيم المقيم جزاء من تطهر من الظلم والمعاصي ، ولم يسر وراء الأوهام الفاسدة .
ولقد سرنا على أساس أن الآيتين{ إنه من يأت ربه مجرما . . .74} و{ من يأته مؤمنا . . .75} هو من كلام الله تعالى لا من كلام السحرة ، لأنه معطى النعيم ، وهو المعاقب والمثيب فهو أليق به ، وإن كان ثمة احتمال أن يكون من كلام السحرة ، وإذا كان السياق يسوغه ابتداء فإن ثمة التفاتا من الحديث عنهم إلى أن يتكلم الله تعالى عن نفسه ، فهو مالك يوم الدين .