المقامع جمع مقمع ، وهو ما يذلل به ، ويدفع ، وكأن خزنة جهنم من الملائكة الأطهار ، واقفون كلما هموا أن يخرجوا من النار ردوهم إليها بهذه المقامع التي تزودهم وتدفعهم ، وتردهم إليها ، ولذا قال تعالى:{ كلما أرادوا أن يخرجوا} فارين من جهنم ونيرانها وغمها وآلامها ردوا بالمقامع إليها وأعيدوا فيها ، وقالوا لهم:{ وذوقوا عذاب الحريق} ، أي عذاب النار التي يتحرق أجسامهم في ظاهرها كما شوت أحشاؤكم في باطنها ، كما أذقتم المؤمنين العذاب في الدنيا ، وقوله:{ من غم} ، أي بسبب غم العذاب وغم البؤس ، وشعورهم بأنه أبدي خالد ، هذا جزاء الكافرين المعد لهم الذي يرتقبهم ، وهو جزاء الخصم الأول ، أما الخصم الثاني وهو المؤمن فجزاؤه روح وريحان وجنة النعيم ، ولذا قال عز من قائل:
{ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير 23} .