وقد ذكر الله تعالى في هذه صفات للمؤمنين بها تتنزه نفوسهم وجوارحهم .
أولى هذه الصفات الخشوع في الصلاة ، وقد قال تعالى في هذه الصفة:{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ( 2 )} الخشوع:الضراعة وخضوع القلب ، ومن مظهر الخشوع في الصلاة ألا يلتفت المصلي يمينا أو شمالا بأن يكون كل اتجاهه إلى الله تعالى قلبا ونفسا وإحساسا ، وجوارح ، والخشوع في ذاته محله القلب ، والجوارح مظهره ، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة ، فقال:"لو خشع قلب هذا الرجل لخشعت جوارحه". وإن الخشوع يتضمن أن يكون المصلي قد عمر قلبه بذكر الله تعالى ، وإذا عمر قلبه استحضر الله في كل أركان الصلاة وأحس بأنه في حضرة الله تعالى ، فلا يحس بسواه .
وابتدأ بهذا الوصف ، لأنه الطهارة النفسية والقلبية التي هي الأصل في تربة المؤمن .