والحفظ عن كل النساء وفي كل الأحوال{ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} ولتضمن الحفظ معنى الاستمساك والصيانة ، كانت الإباحة متعدية ب ( على ) في المستثنى{ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} ، لا يرسل نفسه إلا على زوجه أو ما ملكت يمينه ، أي أنه مرسل على زوجه أو ما ملكت يمينه وأن التعدية ب ( على ) جار مجرى قولهم:فلانة تحت فلان ، أو فلان تحته فلانة ، وربما يكون التعبير مأخوذا من الواقع الحسي ، وفي التعدية ب ( على ) إشارة إلى الحقيقة الإسلامية{ الرجال قوامون على النساء . . . ( 34 )} [ النساء] .
ويصح أن يكون الاستثناء منقطعا ، ويكون المعنى وصفهم بأنهم يحافظون على فروجهم في كل الأحوال ، وباستمرار ، ولكن على أزواجهم وما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، ولا يمنع ذلك من جواز أن يكون متصلا .
وقوله تعالى:{ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} "الفاء"للإفصاح لأنها تفصح عن شرط مقدر مأخوذ من الكلام ، أي فإذا كان ذلك{ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} أي ليس حراما ، وفي التعبير بقوله تعالى:{ غير ملومين} إشارة إلى أن عدم المحافظة والانطلاق موضع لوم في ذاته مع تحريمه ، لأنه لا يليق بأهل العقل والحكمة والفضيلة .
والوطء بملك اليمين حلال ، لأن فيه تكريما للأمة وإعلاء لمنزلتها كالزوجة ، وذريعة لعتقها ، ومنع بيعها ، لأنها إذا صارت أم ولد حرم بيعها ، وإذا ولدت عتقت .