{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} .
{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ} معطوفة على قوله تعالى:{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ} أي في هذا اليوم الذي تنزل الملائكة ويرونها ، وهي تعويل لهم ، يكون معه يوم آخر ، وهو يوم تشقق السماء بالغمام ، تشقق أصلها تتشقق حذفت إحدى التاءين تخفيفا ، كقوله تعالى:{ تلظى} والباء هنا للملاصقة أو الظرفية ، أي تشقق السماء بتشقق الغمام ، وهذا كناية عن أن السماء تضطرب ، وتتقطع أجزاؤها ، وهذا كقوله تعالى:{ إذا السماء انشقت ( 1 )} [ الإنشقاق] ، وكقوله تعالى:{ إذا السماء انفطرت ( 1 ) وإذا الكواكب انتثرت ( 2 ) وإذا البحار فجرت ( 3 ) وإذا القبور بعثرت ( 4 )} [ الانفطار] ، والمعنى إذا اضطرب الكون بما فيه ومن فيه يكون يوم البعث ، وفي هذه الحال تنزل الملائكة فوجا بعد فوج للحساب وتقرير المصير إلى النعيم أو الجحيم ، ولذا قال تعالى:{ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} والتنزيل النزول فريقا بعد فريق ، أي أنه لا يكون حساب واحد ، بل حساب بعد حساب ، ومن شدد عليه الحساب عذب ، وهذه الآية في معناها كقوله تعالى:{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ . . ( 210 )} [ البقرة] .