{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ( 24 )} .
أصحاب الجنة هم المتقون كقوله تعالى{ أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون} وعبر سبحانه عن المتقين بأنهم أصحاب الجنة ، أي الذين اختصوا بها ويلازمونها ، كما اختصت بملازمتهم ، وأفعل التفضيل ليس على بابه لأنه لا خير لغيرهم يفاضلون به بينهم وبين أهل الجنة ، إنما المعنى الظاهر أن أصحاب الجنة أتاهم في الاستقرار والبقاء خير لا يقادر قدره ، ولا علو لغيره ، ولا يعلوه شيء في الوجود ، والمقيل اسم مكان من قال يقيل ، أي أنه استراح في القيلولة ، وأفعل التفضيل على غير بابه ، أي أن لهم استراحة في وقت القيلولة ، ليس هناك ما يماثلها في حسنها وراحتها ، وعبر عن راحة الجنة باستراحة وقت القيلولة ؛ لأن الراحة في هذا الوقت تكون متعة في ذاتها ، وقد شبهت راحة الجنة بهذه الراحة لحسنها ، ومتعتها ، ولأن الجنة مقابلة بالنار ، فكانت كأنها الراحة في وسط القيلولة ، أي أن المجرمين في وقت راحة الجنة واستمتاعهم يكونون في ستار من الجحيم ، وعذاب الخلد .