ولقد أخذ هود عليه السلام يذكرهم بنعم الله عليهم ، وأنها توجب أن يملئوا أنفسهم بتقواه خوفا من عذابه ، وشكرا لنعمته ،{ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ( 132 ) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ( 133 ) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 134 ) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 135 )} .
الواو عاطفة ، وقد أمرهم بالتقوى عامة ، وبالطاعة كذلك ، هنا يأمرهم بتقوى صاحب النعمة التي أنعمها عليهم ، والذي أمدهم بالنعم التي كانت بها قوتهم في الأرض وقدرتهم على البطش كالجبارين ، والأمر بالتقوى يتحقق بأن تمتلئ نفوسهم بتقواه وللحمل على الوقاية ، وأن تكون قلوبهم خاشعة مملوءة بمهابته ، ومخافته ، لا أن يكون أمرهم بورا ، ولا يرهبون ، ولا يقدرون ، وقوله تعالى:{ بما تعلمون} علما محسوسا ترونه ، وتتبحبحون فيه ، وما اتخذتموه قوة للبطش والظلم ، ولم تتخذوه قوة للعدل وإقامة القسطاس المستقيم .