أنزل الله العذاب من جنس ما طلبوه ، فقال:
{ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 189 ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ( 190 ) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 191 )} .
الظلة السحابة التي تكون مظلة لما تحتها ، وقد تكون ذات حرارة شديدة ، كقوله تعالى:{ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} [ الزمر:16] وإن السحابة إذا كانت حارة فيها نار يكون العذاب شديدا ، والألم مريرا ، لأنه تكون النار حيث يرجى الظل لا الحرور ، وقالوا إنه في يوم الظلة أحسوا بالحر ، فلجئوا إلى ظل سحابة ، فكانت الظلة القاتلة ، ووراءها الدمار ، فأصبحوا في عذاب وبذلك كان العذاب الساحق الماحق من جنس ما طلبوا ، وهو كسفا من السماء .