ثم أثار نخوتهم الوطنية ، أو العداوة التي كانت بينهم وبين الهكسوس ، فقال:{ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ( 35 )} .
حمله فرعون حماية لطغيانه أمرين:
الأمر الأول:أنه بهذا لا يريد هداية وتعليما وإرشادا وإصلاحا ، ولكن يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ، والإخراج يكون بألا يكون لكم سلطان في الأرض ، بل يكون الأمر لغيركم وتكونون عبيدا تعيشون على هامش الحياة فيها .
الأمر الثاني:أن يكون له سلطان عليكم ، وذلك ذهاب لسلطانكم ، وإخراج لكم من دياركم ، وإن ذلك كله بسحره ، وهذا ينبئ عن الفزع ، ولكنه فزع يتصور الويل والثبور وعظائم الأمور ، وإلا ما كان السحر ذاته مزيلا للملك ، ومخرجا من الديار .
وإنه في هذا يستحث قومه على معاندة موسى ، وألا يميلوا كل الميل له ، لأنه عدو الديار ، ويكل الأمر إلهم{ فماذا تأمرون} يطلب استشارتهم متطامنا خاضعا ، وقد أحس أن الأمر يخرج عن سلطانه ، فيقول في استشارتهم فماذا تأمرون ، أي ما الذي تأمرون به ، وإني أنفذه .