أجابوا عن ذلك بأنهم يستفزون الشعب كله ، وكأنهم توهموا أن في سحر موسى ما يخرج من الديار .
{ قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ} أي أرجه وأخاه ، وحذفت الهمزة في آخر الكلمة تخفيفا ، والهاء ضمير يعود على موسى عليه السلام ، والمعنى أرجئه وأرجئ أخاه أمدا ، وقيل أنه حبسهما ، وليس عندنا ما يدل على ذلك ، إنما الذي يدل عليه القول هو أنه أجلهما أمدا معلوما ليختبر الدليل الذي قدماه ولا نحسب أنه كان عنده قوة على الحبس ، فقد اضطرب أمره ، وتحير تدبيره ، وكان في فزع قد فوجئ بأسبابه ، فاختل ميزان طاغوته ، هذه هي الوصية الأولى التي تقدموا بها ، والثانية:هي قولهم ، وابعث في المدائن حاشرين . المدائنجمع مدينة ، وحاشرينجمع حاشر ، أي جامع للناس يجمعهم في ميقات يوم معلوم ، وسمي حاشرا للدلالة على أنه يجمع أكبر عدد ويحشرهم حشرا