النداء المتكرر من الله تعالى لكليمه موسى عليه السلام ليؤنسه بذاته العلية ، وليشعر بنصرته له أمام من سيرسل إليه ، وهو فرعون طاغية الأرض في عصره ، ومن تأله ، وملك أخصب أرض الله تعالى ، وكان يقول أليس لي ملك مصر ، وهذه الأنهار تجري من حولي .
الضمير في{ إنه} ضمير الشأن{ أنا الله} تدل على قصر الألوهية على ذاته ، العلية ، وذلك بتعريف الطرفين ، فليس فرعون الذي تذهب إليه إلها أو شبه إله ، كما يدعي لنفسه بين المصريين ، ويقول مستخفا لهم{ ما علمت لكم من إله غيري ( 38 )} [ القصص] ووصف ذاته العلية بقوله:{ العزيز الحكيم} ، أي القوي الغالب على كل شيء ، الحكيم الذي يدبر الوجود كله على مقتضى علمه الذي أحاط بكل شيء علما ، وفي ذلك إشعار بأن فرعون الطاغية لن يرهبه ، ولن يفزعه ، إذا احتدم الأمر .
ولكن موسى يود أن يطمئن إلى أن الله تعالى هو الذي يخاطبه ويمنحه ذلك الشرف ، ولذا أمره بأن يلقي عصاه حجة تدل على أن الله تعالى هو الذي يخاطبه ، فقال: