عطف على جملة{ قالوا يا نوح قد جادلتنا}[ هود: 32] أي بعد ذلك أوحي إلى نوح عليه السّلام{ أنّه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن} .
واسم ( أن ) ضمير الشأن دال على أن الجملة بعده أمرهم خطير لأنها تأييس له من إيمان بقية قومه كما دل حرف{ لن} المفيد تأبيد النفي في المستقبل ،وذلك شديد عليه ولذلك عقب بتسليته بجملة{ فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} فالفاء لتفريع التسلية على الخبر المحزن .
والابتئاس افتعال من البؤس وهو الهم والحزن ،أي لا تحزن .
ومعنى الافتعال هنا التأثر بالبؤس الذي أحدثه الخبر المذكور .{ بما كانوا يفعلون} هو إصرارهم على الكفر واعتراضهم عن النظر في الدعوة إلى وقت أن أوحي إليه هذا .قال الله تعالى حكاية عنه:{ فلم يزدهم دعائي إلاّ فِراراً وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً}[ نوح: 6 ،7] .
وتأكيد الفعل ب{ قَد} في قوله:{ من قَد آمن} للتنصيص على أن المراد من حصل منهم الإيمان يقيناً دون الذين ترددوا .