{ قضينا} قدرنا ،وضمن معنى أوحينا فعدي ب ( إلى ) .والتقدير: وقضينا ذلك الأمر فأوحينا إليه ،أي إلى لوط عليه السلام ،أي أوحينا إليه بما قضينا .
و{ ذلك الأمر} إبهام للتهويل .والإشارة للتعظيم ،أي الأمر العظيم .
و{ أن دابر هؤلاء مقطوع} جملة مفسرة ل{ ذلك الأمر} وهي المناسبة للفعل المضمن وهو ( أوحينا ) .فصار التقدير: وقضينا الأمرَ وأوحينا إليه أن دابر هؤلاء مقطوع .فنُظم الكلام هذا النظم البديع الوافر المعنى بما في قوله:{ ذلك الأمر} من الإبهام والتعظيم .
ومجيء جملة{ دابر} مفسرة مع صلوحية{ أنّ} لبيان كل من إبهام الإشارة ومن فعل ( أوحينا ) المقدر المضمن ،فتم بذلك إيجاز بديع معجز .
والدابرُ: الآخر ،أي آخر شخص .
وقطعه: إزالته .وهو كناية عن استئصالهم كلهم ،كما تقدم عند قوله تعالى:{ فقطع دابر القوم الذين ظلموا} في سورة الأنعام ( 45 ) .
وإشارة{ هؤلاء} إلى قومه .
و{ مصبحين} داخلين في الصباح ،أي في أول وقته ،وهو حال من اسم الإشارة .ومبدأ الصباح وقت شروق الشمس ولذلك قال بعده{ فأخذتهم الصيحة مشرقين}[ سورة الحجر: 73] .