قوله:{ فاتقوا الله وأطيعون} تأكيد لقوله:{ ألا تتقون} وهو اعتراض بين الجملتين المتعاطفتين .وكرر جملة:{ فاتقوا الله وأطيعون} لزيادة التأكيد فيكون قد افتتح دعوته بالنهي عن ترك التقوى ثم علل ذلك ثم أعاد ما تقتضيه جملة الاستفتاح ،ثم علل ذلك بقوله:{ وما أسئلكم عليه من أجر} ،ثم أعاد جملة الدعوة في آخر كلامه إذ قال:{ فاتقوا الله وأطيعون} مرة ثانية بمنزلة النتيجة للدعوة ولتعليلها .
وحذفت الياء من{ أطيعون} في الموضعين كما حذفت في قوله:{ فأخاف أن يَقتلونِ}[ الشعراء: 14] في أوائل السورة .
وفي قوله:{ إنْ أجري إلاّ على رب العالمين} إشارة إلى يوم الجزاء وكانوا ينكرون البعث كما دل عليه قوله في سورة[ نوح: 17 - 18]{ والله أنبتكم من الأرض نباتاً ثم يعيدكم فيها ويُخرجكم إخراجاً} وتقدم ذكر نوح عند قوله تعالى:{ إن الله اصطفى آدم ونوحاً} في[ آل عمران: 33] .