ووصف الليل ب{ تسكنون فيه} إدماج للمنة في أثناء الاستدلال للتذكير بالنعمة المشتملة على نعم كثيرة وتلك هي نعمة السكون فيه فإنها تشمل لذة الراحة ،ولذة الخلاص من الحر ،ولذة استعادة نشاط المجموع العصبي الذي به التفكير والعمل ،ولذة الأمن من العدوّ .
ولم يوصف الضياء بشيء لكثرة منافعه واختلاف أنواعها .
وتفرع على هذا الاستدلال أيضاً تنزيلهم منزلة من لا يبصرون الأشياء الدالة على عظيم صنع الله وتفرده بصنعها وهي منهم بمرأى الأعين .
وناسب السمع دليل فرض سرمدة الليل لأن الليل لو كان دائماً لم تكن للناس رؤية فإن رؤية الأشياء مشروطة بانتشار شيء من النور على سطح الجسم المرئي ،فالظلمة الخالصة لا تُرى فيها المرئيات .ولذلك جيء في جانب فرض دوام الليل بالإنكار على عدم سماعهم ،وجيء في جانب فرض دوام النهار بالإنكار على عدم إبصارهم .
وليس قوله{ أفلا تبصرون} تذييلاً .