وقوله{ وله الحمد في السماوات والأرض} جملة معترضة بين الظروف تفيد أن تسبيح المؤمنين لله ليس لمنفعة الله تعالى بل لمنفعة المسبحين لأن الله محمود في السماوات والأرض فهو غني عن حمدنا .
وتقديم المجرور في{ ولَهُ الحَمْد} لإفادة القصر الادعائي لجنس الحمد على الله تعالى لأن حمده هو الحمد الكامل على نحو قولهم: فلان الشجاع ،كما تقدم في طالعة سورة الفاتحة .ولك أن تجعل التقديم للاهتمام بضمير الجلالة .
والإمساء: حلول المساء .والإصباح: حلول الصباح .وتقدم في قوله{ فالق الإصباح} في سورة الأنعام ( 96 ) .والإمساء: اقتراب غروب الشمس إلى العشاء ،والصباح: أول النهار .والإظهار: حلول وقت الظهر وهو نصف النهار .
وقد استعمل الإفعال الذي همزته للدخول في المكان مثل: أنجد ،وأتهم ،وأيْمَنَ ،وأشأم في حلول الأوقات من المساء والصباح والظهر تشبيهاً لذلك الحلول بالكون في المكان ،فيكثر أن يقال: أصبح وأضحى وأمسى وأعْتَمَ وأشرَق ،قال تعالى{ فأتبعوهم مشرقين}[ الشعراء: 60] .
والعشي: ما بعد العصر ،وقد تقدم عند قوله تعالى{ ولا تَطْرُدِ الذين يَدْعُون ربهم بالغداة والعشي في سورة الأنعام ( 52 ) .